[ad_1]
المُقلق في هذا النمط من التواصل أن المحادثات الجانبية غير الرسمية قابلة للانحراف سريعا والوصول إلى ضفافٍ سلبية؛ خصوصا في ظل (ثقافة عمل هشّة)؛ بمعنى أنه بوابة مشرّعة لـ(الأحاديث السلبية) وما يأتي في معيّتها من نميمة وشائعات وعبارات وقحة.. مما يعطي نتائج عكسية تماما على بيئة العمل: تُفقد الثقة بين الزملاء وتؤدي لتفكك العلاقات الشخصية بينهم.. (عنف في مكان العمل) حسب منظور الموارد البشرية.
توجد دراسات متخصصة -تعتمد على نظرية (السلوك المخطط)- تبحث في ثقافة الشركات -بشكل خاص- كانعكاس لثقافة موظفيها، خصوصا فيما يتعلق بآلية التعامل مع نوعية الأحاديث الجانبية. مثل هذه الدراسات تساعد على فهم السلوك الفردي والجماعي وتعطي تصورا واضحا للموارد البشرية عن كيفية توجيه التواصل غير الرسمي داخل بيئة العمل بشكل إيجابي. لذلك، ينصح الباحثون بضرورة إجراء مثل هذه الدراسات للتعرف على (نوعية المعلومات السلبية)، وكيفية مكافحتها وإزالتها من ثقافة العمل؛ فسقف طموح أي منشأة هو القضاء على تداول مثل هذه المعلومات.
في العموم، توجد توصيات عامة تحافظ على بيئة العمل خالية من المعلومات السلبية.. أهمها وأولها: المراقبة المستمرة لبيئة العمل وعدم التغاضي عن تتبّع أي (موظف/ مصدر) للمعلومات السلبية.. لحصر مصادر المعلومات السلبية.. بداية.
ثانيا: وضع سياسات (عدم التسامح) مع متداولي المعلومات السلبية؛ بما في ذلك الإجراءات التأديبية الصارمة لهذا السلوك في مكان العمل.. سواء للموظف أو المدير. على سبيل المثال، كشف بعض المعلومات السلبية عن موظف لبقية الزملاء يعني (مشروع نميمة) بامتياز.. -أسوأ أنواع المعلومات السلبية-.
ثالثا: محافظة كل موظف على أسراره الخاصة وعدم مشاركتها مع موظفين آخرين.. فكشف الأسرار الخاصة يعتبر وصفة سحرية لفتح شهية أبطال نشر المعلومات السلبية.
في خط مستقيم لمسار ثقافة المنشأة، يجب تكرار التذكير بالسياسات الصارمة الخاصة بنشر السلبيات أيا كان نوعها والعواقب المترتبة عليها.. إضافة إلى وضع (قيم مناهضة للتحدث السلبي) ضمن كل خطة استراتيجية مستقبلية للمنشأة؛ كتوجه مستدام يحافظ على ثقافتها نظيفة خالية من الأحاديث السلبية.
أيضا توجد خطوات مساندة لتلك الإجراءات، وهي العمل على نشر المعلومات الإيجابية داخل المنشأة. على سبيل المثال، إشادة المديرين: بموظفة تطبّق قيم المنشأة وتحققها.. أو موظف تم تكريمه لتميزه في الأداء.. أو تحقيقه لأهدافه السنوية قبل نهاية العام. هذه المعلومات قابلة للتداول في الأحاديث الجانبية.. بشكل إيجابي. إضافة إلى بعض الطرق التي تخدم الثقافة الإيجابية؛ مثل: كتابة رسالة تحفيزية لزميل محدد بعد التعرف عليه والتحدث معه.. أو البحث عن سمات مميزة متعلقة بموظفة جديدة في المنشأة.. وما إلى ذلك من آليات تساهم مباشرة في رسم الثقافة الإيجابية داخل المنظمة لتكون هي مثار الأحاديث الجانبية.
على صعيد آخر.. نشر المعلومات الإيجابية بشكل مستمر، يساهم في كشف مصادر الأحاديث السلبية.. فالمعلومات الإيجابية تثير حفيظتهم النقدية.. دائما.. (العودة للتوصية الأولى).
كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
[ad_2]
Source link