[ad_1]
الحروب قضت على نصف الأشجار بالبلاد
تحت شمس الخريف العراقية، يتدافع عباس عبود بخبرة على الجذع الخشن لشجرة النخيل. مهمته؟ اختيار التمر الطازج، والحفاظ على هذه المهنة القديمة على قيد الحياة، حتى بعد سقوط والده من على نخلة ووفاته.
ويقول تقرير على موقع قناة “الحرة”: هو في الثامنة والأربعين من عمره، وهو آخر أجيال عدة من “متسلقي النخيل”، وهو اللقب الذي يطلق على من يجنون نخيل التمر في جنوب العراق على مدى السنوات الـ 6000 الماضية.
انخفضت أعداد الأشجار والحقول
لكن عقوداً من الحروب، وتغير المناخ، والدعم القليل للمجتمعات الزراعية، حوّلت نخيل التمر الأيقوني في العراق وحصاده إلى سلالة نادرة.
يقول عبود: “نقضي أكثر من عشرة أيام في حقل نخيل واحد، ولكن في السنوات الأخيرة انخفضت أعداد الأشجار والحقول، مما أثر على وظائفنا.
كل عام، من أكتوبر إلى ديسمبر، يصعد إلى النخيل بمنجل في اليد، لقطف التمر من نخيل يصل طوله إلى 23 متراً.
جني التمر من نخلة واحدة يكسبه 2000 دينار عراقي فقط، أو أقل من دولارين أمريكيين.
ومع توقع وصول معدلات الفقر إلى 40 في المائة هذا العام، لا يستطيع عبود تحمل التغيب عن موسم التمور في قلب محافظة الديوانية في العراق.
واحدة من أكبر زبائنه هي عائلة كاريز، التي تمتلك حوالي 4000 نخلة من أصناف مختلفة.
يقول هربان كاريز (69 عاماً) بطريرك العائلة: منذ طفولتي أتذكر أنه كان لدينا حقول تمر شاسعة.
يتجول بين صفوف من النخيل، والتي وضع تحتها العمال قطعة كبيرة من القماش كي يتساقط فوقها التمر.
وقال لوكالة “فرانس برس”: “لطالما عقدنا لم الشمل من أجل الحصاد.. لقد كان تقليدا عائليا منذ الطفولة”.
التمر في خطر
وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين، اشترت الدولة العراقية التمور من المزارعين بسعر أعلى من أسعار السوق لتصديرها إلى مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة.
ويُذكر هذا العصر بأنه الذهبي لصناعة التمر في العراق، حين كان هناك ثلاثون مليون نخلة تنتشر في البلاد قبل عقدين من الزمن فقط، كما يقول محمد كشاش، رئيس التعاونيات الزراعية في الديوانية، واليوم يبلغ عدد النخيل أقل من نصف هذا العدد.
ويلقي “كشاش” باللوم على الصراعات المسلحة التي لا تتوقف تقريباً في العراق، والاقتصاد المتعثر، وعدم كفاية الدعم الحكومي.
وقال “كشاش” لوكالة فرانس برس “بما أن الدولة لا تدعمنا، فإن الإنتاج والمبيعات انخفضا”.
أصبحنا نستورد التمر
ويقول المزارعون العراقيون إنهم لم يعودوا قادرين على المنافسة في السوق العالمية، حيث تباع التمور المنتجة على نطاق واسع من الخليج المعبأة كبضائع فاخرة بنحو 3500 دولار للطن.
ومع انخفاض الإنتاج المحلي إلى هذا الحد، يواجه العراق واقعاً لم يكن مزارعوه يتصورونه أبداً: التمور المستوردة.
وقد غمرت أصناف من التمور من الخليج أو إيران أسواق العراق، مما أحبط المنتجين المحليين.
يقول كشاش: “نطالب الدولة بإنشاء محطات معالجة جديدة وإحياء المصانع القديمة لتعبئتها”.
بالنسبة لمتسلق النخيل عبود، فإن الشيء المهم هو القدرة على الصعود والقطع والعودة إلى الأرض سالماً.
مات والدي وأنا مستمر
في العام الماضي، توفي والده بعد سقوطه من شجرة نخيل، لكن عبود اختار الاستمرار في التقاليد العائلية كقاطع، حتى مع تعثر الصناعة.
الآن، يجلس بشكل مريح فوق نخلة، ويقول إنه يتطلع إلى غروب الشمس الذهبي على النخيل العراقي الذي لا نهاية له، وربما على مصدر رزقه الموروث.
متسلق نخيل بالعراق: سقط والدي من نخلة ومات.. وأنا مستمر بالمهنة
صحيفة سبق الإلكترونية
سبق
2020-11-05
تحت شمس الخريف العراقية، يتدافع عباس عبود بخبرة على الجذع الخشن لشجرة النخيل. مهمته؟ اختيار التمر الطازج، والحفاظ على هذه المهنة القديمة على قيد الحياة، حتى بعد سقوط والده من على نخلة ووفاته.
ويقول تقرير على موقع قناة “الحرة”: هو في الثامنة والأربعين من عمره، وهو آخر أجيال عدة من “متسلقي النخيل”، وهو اللقب الذي يطلق على من يجنون نخيل التمر في جنوب العراق على مدى السنوات الـ 6000 الماضية.
انخفضت أعداد الأشجار والحقول
لكن عقوداً من الحروب، وتغير المناخ، والدعم القليل للمجتمعات الزراعية، حوّلت نخيل التمر الأيقوني في العراق وحصاده إلى سلالة نادرة.
يقول عبود: “نقضي أكثر من عشرة أيام في حقل نخيل واحد، ولكن في السنوات الأخيرة انخفضت أعداد الأشجار والحقول، مما أثر على وظائفنا.
كل عام، من أكتوبر إلى ديسمبر، يصعد إلى النخيل بمنجل في اليد، لقطف التمر من نخيل يصل طوله إلى 23 متراً.
جني التمر من نخلة واحدة يكسبه 2000 دينار عراقي فقط، أو أقل من دولارين أمريكيين.
ومع توقع وصول معدلات الفقر إلى 40 في المائة هذا العام، لا يستطيع عبود تحمل التغيب عن موسم التمور في قلب محافظة الديوانية في العراق.
واحدة من أكبر زبائنه هي عائلة كاريز، التي تمتلك حوالي 4000 نخلة من أصناف مختلفة.
يقول هربان كاريز (69 عاماً) بطريرك العائلة: منذ طفولتي أتذكر أنه كان لدينا حقول تمر شاسعة.
يتجول بين صفوف من النخيل، والتي وضع تحتها العمال قطعة كبيرة من القماش كي يتساقط فوقها التمر.
وقال لوكالة “فرانس برس”: “لطالما عقدنا لم الشمل من أجل الحصاد.. لقد كان تقليدا عائليا منذ الطفولة”.
التمر في خطر
وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين، اشترت الدولة العراقية التمور من المزارعين بسعر أعلى من أسعار السوق لتصديرها إلى مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة.
ويُذكر هذا العصر بأنه الذهبي لصناعة التمر في العراق، حين كان هناك ثلاثون مليون نخلة تنتشر في البلاد قبل عقدين من الزمن فقط، كما يقول محمد كشاش، رئيس التعاونيات الزراعية في الديوانية، واليوم يبلغ عدد النخيل أقل من نصف هذا العدد.
ويلقي “كشاش” باللوم على الصراعات المسلحة التي لا تتوقف تقريباً في العراق، والاقتصاد المتعثر، وعدم كفاية الدعم الحكومي.
وقال “كشاش” لوكالة فرانس برس “بما أن الدولة لا تدعمنا، فإن الإنتاج والمبيعات انخفضا”.
أصبحنا نستورد التمر
ويقول المزارعون العراقيون إنهم لم يعودوا قادرين على المنافسة في السوق العالمية، حيث تباع التمور المنتجة على نطاق واسع من الخليج المعبأة كبضائع فاخرة بنحو 3500 دولار للطن.
ومع انخفاض الإنتاج المحلي إلى هذا الحد، يواجه العراق واقعاً لم يكن مزارعوه يتصورونه أبداً: التمور المستوردة.
وقد غمرت أصناف من التمور من الخليج أو إيران أسواق العراق، مما أحبط المنتجين المحليين.
يقول كشاش: “نطالب الدولة بإنشاء محطات معالجة جديدة وإحياء المصانع القديمة لتعبئتها”.
بالنسبة لمتسلق النخيل عبود، فإن الشيء المهم هو القدرة على الصعود والقطع والعودة إلى الأرض سالماً.
مات والدي وأنا مستمر
في العام الماضي، توفي والده بعد سقوطه من شجرة نخيل، لكن عبود اختار الاستمرار في التقاليد العائلية كقاطع، حتى مع تعثر الصناعة.
الآن، يجلس بشكل مريح فوق نخلة، ويقول إنه يتطلع إلى غروب الشمس الذهبي على النخيل العراقي الذي لا نهاية له، وربما على مصدر رزقه الموروث.
05 نوفمبر 2020 – 19 ربيع الأول 1442
12:53 PM
الحروب قضت على نصف الأشجار بالبلاد
تحت شمس الخريف العراقية، يتدافع عباس عبود بخبرة على الجذع الخشن لشجرة النخيل. مهمته؟ اختيار التمر الطازج، والحفاظ على هذه المهنة القديمة على قيد الحياة، حتى بعد سقوط والده من على نخلة ووفاته.
ويقول تقرير على موقع قناة “الحرة”: هو في الثامنة والأربعين من عمره، وهو آخر أجيال عدة من “متسلقي النخيل”، وهو اللقب الذي يطلق على من يجنون نخيل التمر في جنوب العراق على مدى السنوات الـ 6000 الماضية.
انخفضت أعداد الأشجار والحقول
لكن عقوداً من الحروب، وتغير المناخ، والدعم القليل للمجتمعات الزراعية، حوّلت نخيل التمر الأيقوني في العراق وحصاده إلى سلالة نادرة.
يقول عبود: “نقضي أكثر من عشرة أيام في حقل نخيل واحد، ولكن في السنوات الأخيرة انخفضت أعداد الأشجار والحقول، مما أثر على وظائفنا.
كل عام، من أكتوبر إلى ديسمبر، يصعد إلى النخيل بمنجل في اليد، لقطف التمر من نخيل يصل طوله إلى 23 متراً.
جني التمر من نخلة واحدة يكسبه 2000 دينار عراقي فقط، أو أقل من دولارين أمريكيين.
ومع توقع وصول معدلات الفقر إلى 40 في المائة هذا العام، لا يستطيع عبود تحمل التغيب عن موسم التمور في قلب محافظة الديوانية في العراق.
واحدة من أكبر زبائنه هي عائلة كاريز، التي تمتلك حوالي 4000 نخلة من أصناف مختلفة.
يقول هربان كاريز (69 عاماً) بطريرك العائلة: منذ طفولتي أتذكر أنه كان لدينا حقول تمر شاسعة.
يتجول بين صفوف من النخيل، والتي وضع تحتها العمال قطعة كبيرة من القماش كي يتساقط فوقها التمر.
وقال لوكالة “فرانس برس”: “لطالما عقدنا لم الشمل من أجل الحصاد.. لقد كان تقليدا عائليا منذ الطفولة”.
التمر في خطر
وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين، اشترت الدولة العراقية التمور من المزارعين بسعر أعلى من أسعار السوق لتصديرها إلى مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة.
ويُذكر هذا العصر بأنه الذهبي لصناعة التمر في العراق، حين كان هناك ثلاثون مليون نخلة تنتشر في البلاد قبل عقدين من الزمن فقط، كما يقول محمد كشاش، رئيس التعاونيات الزراعية في الديوانية، واليوم يبلغ عدد النخيل أقل من نصف هذا العدد.
ويلقي “كشاش” باللوم على الصراعات المسلحة التي لا تتوقف تقريباً في العراق، والاقتصاد المتعثر، وعدم كفاية الدعم الحكومي.
وقال “كشاش” لوكالة فرانس برس “بما أن الدولة لا تدعمنا، فإن الإنتاج والمبيعات انخفضا”.
أصبحنا نستورد التمر
ويقول المزارعون العراقيون إنهم لم يعودوا قادرين على المنافسة في السوق العالمية، حيث تباع التمور المنتجة على نطاق واسع من الخليج المعبأة كبضائع فاخرة بنحو 3500 دولار للطن.
ومع انخفاض الإنتاج المحلي إلى هذا الحد، يواجه العراق واقعاً لم يكن مزارعوه يتصورونه أبداً: التمور المستوردة.
وقد غمرت أصناف من التمور من الخليج أو إيران أسواق العراق، مما أحبط المنتجين المحليين.
يقول كشاش: “نطالب الدولة بإنشاء محطات معالجة جديدة وإحياء المصانع القديمة لتعبئتها”.
بالنسبة لمتسلق النخيل عبود، فإن الشيء المهم هو القدرة على الصعود والقطع والعودة إلى الأرض سالماً.
مات والدي وأنا مستمر
في العام الماضي، توفي والده بعد سقوطه من شجرة نخيل، لكن عبود اختار الاستمرار في التقاليد العائلية كقاطع، حتى مع تعثر الصناعة.
الآن، يجلس بشكل مريح فوق نخلة، ويقول إنه يتطلع إلى غروب الشمس الذهبي على النخيل العراقي الذي لا نهاية له، وربما على مصدر رزقه الموروث.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link