[ad_1]
دون شك فإن مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها مصدر للمعلومات الغث منها والسمين، لكنها بكل تأكيد ليست مصدراً مسلّماً به للعلم والمعرفة إلا من خلال الحسابات الرسمية الموثقة المعنية؛ لأننا نجد كثير من الحسابات على هذه المواقع باتت مرتعاً للتلاعب بالعلم وتمرير المفاهيم الخاطئة للناس.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن ترى أشخاصاً يحتدم النقاش بينهم في قضية طبية، ويدعم كل منهم رأيه ببحث علمي طويل لا يُفهم ما فيه، ولكنه يستشهد بالعنوان فقط أو سطر منه.
المشكلة هنا والمعروفة عند أهل الاختصاص هي عدم القدرة على قراءة البحث العلمي حتى للذين يجيدون الإنجليزية، والسبب هو المصطلحات المتخصصة وأجزاء البحث المختلفة، فالبحث ليس مقالاً يحتوي معلومات سلسة. والمحتوى العلمي ليس سطراً، بل يأتي مسروداً وموزعاً في أجزاء مقسمة ومختلفة.
نمضي في كلية الطب عامين ندرس مادة البحث العلمي ومراحل بنائه، الهدف من أجزائه، آلية الإحصاء، وأنواع العينات، ندرس أيضاً التلاعب بالعينة والانحياز والأخطاء التي قد يقع فيها الباحث وغيرها، مما يعدنا لنصبح قادرين على كتابة وفهم الأبحاث.
فكيف يتم اختزال هذه المادة –البحث العلمي- من أشخاص غير مختصين يقيّمون فيها البعض من الأبحاث الذي استغرق إعدادها والعمل عليها عدة سنوات، ثم ينتقون ما يقتبسونه دون فهم للسياق الذي وردت فيه المعلومة، أو نوعية العينة، أو العوامل التي تؤثر في البحث؟
يؤلمني أن هذا التجديف ضد البحث العلمي تورط فيها البعض ممن يحسبون على العلم نفسه، الأبحاث تُناقش في الاجتماعات العلمية، ويتم الرد عليها من قبل أبحاث أخرى، إلا أننا نجد التعامل مع البحث في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، تتم باستعراض ممزوج، يخلو من الأساليب العلمية.
المشكلة الثانية -وهي الأخطر- عندما يكذب أهل الاختصاص، تجد البعض يضرب بكل ما سبق وتعلمه ودرسه في مادة البحث العلمي عرض الحائط، فيستغل مكانته العلمية لتمرير أفكار ﻻ تتجاوز كونها أحاديث اجتماعية، ويصدقه الناس؛ لأنه “متخصص” أو “متعلم”، وليس لأنهم يفهمون ما يتحدث عنه.
أضرب مثالاً بشخص يعمل في المجال الصحي، تحدث على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مدعياً أنه قام بتجارب أثبت خلالها أن البصل يعالج كورونا، ويستحضر أبحاثاً علمية سبق نشرها عن فوائد البصل ليدعم مزاعمه، لكننا نعلم أن تلك الأبحاث لم تتطرق إلى فيروس كوفيد-19 لا من قريب ولا من بعيد.
أدعو الناس إلى عدم النظر إلى هذه الحسابات والشخصيات بالهيبة والقدسية العلمية، وليأخذوا العلم من مصادره، وليس من أشخاص ذوي ألقاب، وليتعلموا كيف تُقرأ الأبحاث. وكما قالت عالمة الفيزياء والكيمياء الحائزة على جائزة نوبل مرتين، ماري كوري: “ركز فضولك على الأفكار، وليس على الناس”.
احذروا.. إنهم يكذبون
أفنان آل زايد
سبق
2020-11-04
دون شك فإن مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها مصدر للمعلومات الغث منها والسمين، لكنها بكل تأكيد ليست مصدراً مسلّماً به للعلم والمعرفة إلا من خلال الحسابات الرسمية الموثقة المعنية؛ لأننا نجد كثير من الحسابات على هذه المواقع باتت مرتعاً للتلاعب بالعلم وتمرير المفاهيم الخاطئة للناس.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن ترى أشخاصاً يحتدم النقاش بينهم في قضية طبية، ويدعم كل منهم رأيه ببحث علمي طويل لا يُفهم ما فيه، ولكنه يستشهد بالعنوان فقط أو سطر منه.
المشكلة هنا والمعروفة عند أهل الاختصاص هي عدم القدرة على قراءة البحث العلمي حتى للذين يجيدون الإنجليزية، والسبب هو المصطلحات المتخصصة وأجزاء البحث المختلفة، فالبحث ليس مقالاً يحتوي معلومات سلسة. والمحتوى العلمي ليس سطراً، بل يأتي مسروداً وموزعاً في أجزاء مقسمة ومختلفة.
نمضي في كلية الطب عامين ندرس مادة البحث العلمي ومراحل بنائه، الهدف من أجزائه، آلية الإحصاء، وأنواع العينات، ندرس أيضاً التلاعب بالعينة والانحياز والأخطاء التي قد يقع فيها الباحث وغيرها، مما يعدنا لنصبح قادرين على كتابة وفهم الأبحاث.
فكيف يتم اختزال هذه المادة –البحث العلمي- من أشخاص غير مختصين يقيّمون فيها البعض من الأبحاث الذي استغرق إعدادها والعمل عليها عدة سنوات، ثم ينتقون ما يقتبسونه دون فهم للسياق الذي وردت فيه المعلومة، أو نوعية العينة، أو العوامل التي تؤثر في البحث؟
يؤلمني أن هذا التجديف ضد البحث العلمي تورط فيها البعض ممن يحسبون على العلم نفسه، الأبحاث تُناقش في الاجتماعات العلمية، ويتم الرد عليها من قبل أبحاث أخرى، إلا أننا نجد التعامل مع البحث في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، تتم باستعراض ممزوج، يخلو من الأساليب العلمية.
المشكلة الثانية -وهي الأخطر- عندما يكذب أهل الاختصاص، تجد البعض يضرب بكل ما سبق وتعلمه ودرسه في مادة البحث العلمي عرض الحائط، فيستغل مكانته العلمية لتمرير أفكار ﻻ تتجاوز كونها أحاديث اجتماعية، ويصدقه الناس؛ لأنه “متخصص” أو “متعلم”، وليس لأنهم يفهمون ما يتحدث عنه.
أضرب مثالاً بشخص يعمل في المجال الصحي، تحدث على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مدعياً أنه قام بتجارب أثبت خلالها أن البصل يعالج كورونا، ويستحضر أبحاثاً علمية سبق نشرها عن فوائد البصل ليدعم مزاعمه، لكننا نعلم أن تلك الأبحاث لم تتطرق إلى فيروس كوفيد-19 لا من قريب ولا من بعيد.
أدعو الناس إلى عدم النظر إلى هذه الحسابات والشخصيات بالهيبة والقدسية العلمية، وليأخذوا العلم من مصادره، وليس من أشخاص ذوي ألقاب، وليتعلموا كيف تُقرأ الأبحاث. وكما قالت عالمة الفيزياء والكيمياء الحائزة على جائزة نوبل مرتين، ماري كوري: “ركز فضولك على الأفكار، وليس على الناس”.
04 نوفمبر 2020 – 18 ربيع الأول 1442
04:22 PM
احذروا.. إنهم يكذبون
دون شك فإن مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها مصدر للمعلومات الغث منها والسمين، لكنها بكل تأكيد ليست مصدراً مسلّماً به للعلم والمعرفة إلا من خلال الحسابات الرسمية الموثقة المعنية؛ لأننا نجد كثير من الحسابات على هذه المواقع باتت مرتعاً للتلاعب بالعلم وتمرير المفاهيم الخاطئة للناس.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن ترى أشخاصاً يحتدم النقاش بينهم في قضية طبية، ويدعم كل منهم رأيه ببحث علمي طويل لا يُفهم ما فيه، ولكنه يستشهد بالعنوان فقط أو سطر منه.
المشكلة هنا والمعروفة عند أهل الاختصاص هي عدم القدرة على قراءة البحث العلمي حتى للذين يجيدون الإنجليزية، والسبب هو المصطلحات المتخصصة وأجزاء البحث المختلفة، فالبحث ليس مقالاً يحتوي معلومات سلسة. والمحتوى العلمي ليس سطراً، بل يأتي مسروداً وموزعاً في أجزاء مقسمة ومختلفة.
نمضي في كلية الطب عامين ندرس مادة البحث العلمي ومراحل بنائه، الهدف من أجزائه، آلية الإحصاء، وأنواع العينات، ندرس أيضاً التلاعب بالعينة والانحياز والأخطاء التي قد يقع فيها الباحث وغيرها، مما يعدنا لنصبح قادرين على كتابة وفهم الأبحاث.
فكيف يتم اختزال هذه المادة –البحث العلمي- من أشخاص غير مختصين يقيّمون فيها البعض من الأبحاث الذي استغرق إعدادها والعمل عليها عدة سنوات، ثم ينتقون ما يقتبسونه دون فهم للسياق الذي وردت فيه المعلومة، أو نوعية العينة، أو العوامل التي تؤثر في البحث؟
يؤلمني أن هذا التجديف ضد البحث العلمي تورط فيها البعض ممن يحسبون على العلم نفسه، الأبحاث تُناقش في الاجتماعات العلمية، ويتم الرد عليها من قبل أبحاث أخرى، إلا أننا نجد التعامل مع البحث في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، تتم باستعراض ممزوج، يخلو من الأساليب العلمية.
المشكلة الثانية -وهي الأخطر- عندما يكذب أهل الاختصاص، تجد البعض يضرب بكل ما سبق وتعلمه ودرسه في مادة البحث العلمي عرض الحائط، فيستغل مكانته العلمية لتمرير أفكار ﻻ تتجاوز كونها أحاديث اجتماعية، ويصدقه الناس؛ لأنه “متخصص” أو “متعلم”، وليس لأنهم يفهمون ما يتحدث عنه.
أضرب مثالاً بشخص يعمل في المجال الصحي، تحدث على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مدعياً أنه قام بتجارب أثبت خلالها أن البصل يعالج كورونا، ويستحضر أبحاثاً علمية سبق نشرها عن فوائد البصل ليدعم مزاعمه، لكننا نعلم أن تلك الأبحاث لم تتطرق إلى فيروس كوفيد-19 لا من قريب ولا من بعيد.
أدعو الناس إلى عدم النظر إلى هذه الحسابات والشخصيات بالهيبة والقدسية العلمية، وليأخذوا العلم من مصادره، وليس من أشخاص ذوي ألقاب، وليتعلموا كيف تُقرأ الأبحاث. وكما قالت عالمة الفيزياء والكيمياء الحائزة على جائزة نوبل مرتين، ماري كوري: “ركز فضولك على الأفكار، وليس على الناس”.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link