إنّ أسماء الله الحسنى وصفاته العلى لا تُعدّ ولا تُحصى؛ وورد اسمٌ أعظم من بينها، فمن دعا به استُجِب له بأمر الله تعالى؛ وأعطاه الله تعالى ما سأل، وقد وردت أحاديث كثيرة تدلّ عليه؛ ومن أشهرها
اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ : في ( البَقرةِ ) و ( آلِ عِمْرانَ ) ، و ( طه )
سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ. قال فقال والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى
ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى)
وبناء على هذه الأحاديث وغيرها التي تشير إلى وجود اسمٌ أعظم لله من بين أسمائه الحسنى، دون تحديد هذا الاسم وتعيينه، فقد تعددت آراء أهل العلم في تعيين اسم الله الأعظم، وسيتم بيان أقوالهم في هذا المقال. ما هو اسم الله الأعظم؟ تعددت آراء أهل العلم في بيان المقصود باسم الله الأعظم، وفيما يلي بيان ذلك: القول الأول إنكار وجود اسم الله الأعظم من بين كافة أسمائه الحسنى، وذلك لاعتقادهم أنّ لا اسم مفضل على اسم آخر؛ فلا يوجد التفضيل بين أسماء الله تعالى؛ وقد تكلّم هؤلاء القائلين بشأن الأحاديث السابقة الدالة عليه، من خلال ثلاثة أوجه: قالوا إنّ اعتبار معنى الأعظم هو العظيم؛ فلا وجود للتفاضل بين أسماء الله تعالى
قالوا إنّ الأحاديث النبوية الواردة في اسم الله الأعظم، هي باعتبار زيادة الفضل والأجر لمن دعا بذلك الاسم
قالوا إنّ اعتبار اسم الله الأعظم باعتبار حال الداعي؛ فمتى كان حال الداعي يستلزم اسماً معيناً، كان هو الاسم الأعظم في حال ذلك الداعي، فهو يشمل كل اسم من أسماء الله الحسنى
القول الثاني أنّ الله سبحانه وتعالى قد استأثر بالعلم لنفسه في معرفة هذا الاسم الأعظم، ولم يُطلع عليه أحداً من خلقه، حيث قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: “وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحداً من خلقه”. القول الثالث ثبوت وجود اسم الله الأعظم، وقد جاء اختلاف القائلين بالتعيين على تحديد أربعة عشر اسماً، قد ذكرها الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه فتح الباري، وهي
هو
الله
الله الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم الحي القيوم
الحي القيوم
الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم
الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
دعوة ذي النون في بطن الحوت “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
هو الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم
هو مخفي في الأسماء الحسنى. كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”
وقد رجّح أكثر أهل العلم إلى القول أن اسم الله الأعظم هو لفظ الجلالة “الله”، وذلك لعدة أمور، وهي:
إنّ اسم الله هو علمٌ للذات الإلهية، ويختص به؛ فيشمل على كافة أسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ إذ هو جامعٌ لها كلها، وهو اسم لا يطلق على أحد إلا الله سبحانه وتعالى
إنّ اسم الله عند أكثر العلماء، هو الاسم المتصف بكافة أنواع المحاميد، والمتضمن لمعانٍ عظيمةٍ وكثيرة
إنّ اسم الله هو الاسم الوحيد الذي يوجد في كافة النّصوص القرآنية أو الحديثية بكثر